Home

منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين فضاء يجمع القيادات الدينية وصناع القرار لتعزيز التواصل وحشد الموارد لمواجهة التحديات العالمية

منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين فضاء يجمع القيادات الدينية وصناع القرار لتعزيز التواصل وحشد الموارد لمواجهة التحديات العالمية

أنشر
منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين فضاء يجمع القيادات الدينية وصناع القرار لتعزيز التواصل وحشد الموارد لمواجهة التحديات العالمية

يشارك السفير أونج كنج يونج، بوصفه عضو بارز في اللقاءات التشاورية لمنطقة آسيا لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، وجهة نظره بشأن دور القيادات الدينية وصناع القرار في مواجهة التحديات الحالية في آسيا، مثل تغير المناخ وتكافؤ الفرص في التعليم والحاجة إلى استراتيجيات إقليمية أكثر تنسيقًا.

 ما التحديات الرئيسية التي تواجه آسيا حاليًا؟ وكيف تعتقد أن منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين يعمل على مواجهتها؟

— تتميز آسيا بالتنوع في ثقافتها واقتصادها وتاريخها وتنظيمها السياسي. ولكن الخلاف والصراع بين أتباع الأديان والثقافات قد قلب موازين هذه القارة وهدد استقرارها لفترة طويلة. أما المشكلة الوحيدة التي خلقها هذا التنوع فهي التنافس بين الدول والخلاف حول العديد من القضايا. وبهذا، فنحن بحاجة إلى مزيد من التواصل والمشاركة في حل المشكلات وتجميع الموارد لمواجهة هذه التحديات. من هذا المنطلق، فإننا بحاجة ماسة إلى التحدث والاستماع أكثر من أي وقت مضى. ومما قد نتحدث فيه أو نسمع عنه هو الاختلافات في المعتقدات والعقائد والتقاليد، وإيجاد حلول عملية أو إدارتها من خلال تدابير السياسة ذات الصلة. ويمكن أن يفي منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين بهذا الغرض.

كيف تزيد الكوارث المناخية من حِدَّة الصراع في آسيا؟

— تنشأ بعض النزاعات المتعلقة بالكوارث المناخية من فشل المجموعات في المساهمة في التخفيف من آثار تغير المناخ، أو في تعويض المجموعات التي تعاني منه. وفي ظل عصر التكنولوجيا الذي نشهده، لا يمكن إخفاء المعلومات أو القيام بأشياء بطريقة غير خاضعة للمساءلة. لكل فرد منا دور في معالجة تغير المناخ.

كيف يمكن للمجتمعات الدينية وصانعي القرار العمل معًا لتشجيع الاستدامة وحماية الناس والكوكب؟

— يمكن أن تسهم المؤسسات الدينية في نشر ثقافة الأمن واليقظة وفضائلهما وميزاتهما، بحيث يمكن لجميع شرائح المجتمع المساهمة في تعزيز الاستعداد للكوارث. إن الوعي العام والتعليم ضرورتان لا مَفَرَّ مِنهما، حيث يمكننا تقديم الأفكار العملية والممارسات الجيدة في دُور العبادة، مِثل: إعادة تَصنيع النفايات، والحد من استخدام البلاستيك، والحفاظ على موارد المياه، والأهم من ذلك كله الحفاظ على مفهوم الانشغالات الإنسانية. وهذا بدوره يساعد صانعي القرار على استقطاب قبول المجتمعات في تنفيذ سياسة الترغيب والترهيب اللازمة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

استنادًا إلى تجربة كوفيد-19، كيف يمكن للجهات الفاعلة في ديانة واحدة أو بين أديان متعددة المشاركة في إدارة أزمة الصحة العامة والمساهمة في الصحة العالمية بالتنسيق مع صانعي القرار؟

—  يشير الخبراء إلى أن المنظمات الدينية أو متعددة الأديان يمكن أن تنشط على مُستوَيَين. مِن جِهَة، فهذه المنظمات قد تسعى لتنمية الضمير والسلوك الأخلاقيين للأفراد، حتى لا يخالفوا التعليمات المتعلقة بالحَجر الصحي. ومن جهة أخرى، فيمكن لهذه المنظمات نفسها أن تساعد في رفع مخاوف الأشخاص الذين لم تصلهم برامج المساعدة الحكومية أثناء الوباء، ويساعد هذا على منع انهيار النظام الاجتماعي.

كيف يمكن لصانعي القرار والقيادات الدينية العمل معًا لمساعدة المحرومين اقتصاديًا؟

— أخبرني زملائي الذين يبحثون في هذا المجال أنه بالرغم من اختلاف آليات عمل الأديان وسياسة الدولة، إلا أنهما يشتركان في الرغبة في تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد، وتسهيل فرص الارتقاء بوضعهم، والحفاظ على ما حققوه للنهوض بأنفسهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم. ويساهم كل هذا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

ما الأولويات والاحتياجات في سياسة التعليم التي ستشجع على الاندماج والتنوع الديني والثقافي؟

— أكد العلماء لي أن الأولوية الرئيسية اليوم هي زيادة أهمية الانسجام والتماسك بصفتها قيمة ثقافية واجتماعية. كما قالت رئيسة سنغافورة، حليمة يعقوب، ذات مرة: لكل شخص دور في معرفة من لا ينتمي إلينا أو لا يستهويه سياق حديثنا. وقد ذكرني أحد الباحثين أنه حتى قبل أن يلتحق الأفراد بِأي تعليم رسمي، فإن الأسرَة هي مَدرستهم الأولى، ولقد أكدت جميع المعتقدات والأديان والتقاليد على دور وفَضل الأسرة وأهمية العلاقات داخلها.

ما الفرص التي يفتقر إليها الشباب والنساء من حيث المساواة وفُرَص العمل والتعليم؟ ما الذي يمكن عمله لحل هذه المعضلة؟

— أولاً، نحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرنا. وهذا يتطلب منا أن نَعِي أن للرجال والنساء ميزات مكملة لبعضهم البعض. وبَدَلَ أن نعرض هذه الميزات كمؤشرات للتمييز بين الجنسين، يمكن أن تكون في الواقع أساسًا لتطوير شراكات أكبر بينهما. ويجب أن يكون تطوير السياسات موجهًا نحو الاستعداد للمستقبل لشباب اليوم. وهذا يعني مساعدة الشباب على تطوير المهارات المناسبة ليصبحوا أكثر قابلية للتوظيف في عالَم اليَوم. وعِلاوةً عن المهارات المطلوبة، أعتقد أيضًا أن الأفراد الأكبر سنًا بحاجة إلى إيجاد أساليب ناجعة لجعل شباب اليوم قادة الغد، بِناءً على الحكمة المستمدة من الماضي وتعزيز متطلبات الاستعداد للمستقبل.

لماذا تُعد  المشاورات الإقليمية لمجموعة العشرين ذات أهمية؟ وما الذي تأمل أن ينشأ من هذا التعاون؟

— لكل منطقة أو قارة مجموعتها الخاصة من القضايا ذات الأبعاد المتعددة، حتى أن بعضها متجذر بعمق في التاريخ. ويشير اعتماد هذه المناطق بعينها على هذه المجموعات الخاصة من القضايا إلى أن السياسات المعتمدة على المستوى العالمي قد تتطلب المزيد من التخصيص، فمثلا سنحتاج إلى تعزيز أكبر لمحاولاتنا تعميم الحلول الحالية من المستوى العالمي إلى المستوى الإقليمي، أو من مجتمع إلى آخر. كما يجب أن نتقبل سبب عدم نجاح السياسات السابقة وننظر في كيفية تعديلها لتكون أكثر استجابة للاحتياجات الخاصة بالمنطقة في الحاضر والمستقبل. وَمِنَ المهم أيضا أن يسهم جميع المشاركين في هذه المشاورات وهذا التعاون في المفاوضات بكُل انفتاح وكرم وتعاطف. من دون ذلك، لا يمكن تقديم رؤى أشمل وأنجع للتحديات التي نواجهها اليوم.
 

 السفير أونج كنج يونج